الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

إحذروا أيها الليبيين من المتسلقين

( إحذروا أيها الليبيين من المتسلِّقين )
تحية وفاء وتقدير لأرواح الشهداء ، ولكل ثوار ليبيا الحرة البواسل ، جزاهم الله خير الجزاء .
إنني وفي هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ ليبيا المجيد ، يشدني الواجب الوطني إلى أن أشير إلى بعض الظواهر السيئة التي شوهت مجتمعنا المحافظ ، والتي زرعها فيه النظام الفاسد نظام الطاغوت معمر القذافي - لعنه الله وغضب عليه - حيث أن شخصية هذا الطاغوت تكونت بفعل عدة عوامل سيئة ، فالقذافي – لعنه الله – كان له مقربون وعملاء وخونة ومتسلقين ، وصلوا إلى المناصب والكراسي ، على دماء الأبرياء والمظلومين ، وهؤلاء المتسلقين هم من صنع شخصية هذا السفاح ، وجعلوا منه شيطان ، متكبر ، صلف ، دموي ، فالقذافي في الأصل لايساوي شيئاً ، لاكن هؤلاء المتملقين المنافقين الذين أغراهم الطمع والجشع ، كانوا كلما قام هذا الطاغية بعمل وحشي جبان ، تراهم يثنون عليه ويمدحونه ، وينبحون له كما ينبح الكلب لسيده ، فقد تأصلت فيهم عقدة العبودية والخضوع لهذا الطاغوت ، حتى باعوا له شرفهم وكرامتهم وضمائرهم رخيصة بخيسة ، مقابل بضعة آلاف من الدينارات ، ومقابل حطام الدنيا الزائل ، فكان هؤلاء العبيد يمجدون سيدهم ويثنون عليه ، ويُشعرونه بأنه هو الذي صنع للشعب الليبي المجد والشهرة ، وهو الصقر الوحيد ، وهو القائد ، وباقي الشعب لايساوون شيئاً مقارنة به ، إلخ إلخ .... ولذلك يجب محاسبة هؤلاء الخونة ، عبدة الطاغوت ، وخاصة الذين ولغوا في دماء الأبرياء ، وهؤلاء هم من تراهم يتسلقون على جانبي سيارة الطاغوت وسيارات أبنائه ، مثل حفنة من قرود الشمبانزي ، أو يهرولون لاهثين خلف الطاغوت لاهثين كالكلاب الجائعة التي تنتظر من سيدها أن يرمي لها بعض العظام ، فهؤلاء هم من صنعوا لنا هذا الطاغوت ، الذي صار لايقيم وزناً لأرواح الليبيين ، وأصبح يرى نفسه أنه هو الكل في الكل .
لذلك وجب على الشعب الليبي الحُر الحذر من هؤلاء المتجردين من كرامتهم وشرفهم ، فلربما صنعوا لنا طاغوت آخر في المستقبل ، ويتكرر نفس السيناريو ، ويكون الوبال على الأبرياء .
إن مثل هؤلاء العملاء المجرمين لايجب علينا إلا عزلهم عن حياتنا الجديدة النزيهة ، لأن مثلهم لابد أن يكرر نفس الألاعيب للوصول للمناصب – فهم قد تعودوا على ذلك – يقول المثل الشعبي ( بوعادة مازالت أتصيده لو قصيت كراعه وايده ) .
إن ما أتمناه من الليبيين الأحرار ، أن يعرفوا أن الرئيس هو خادم للشعب ، وليس الشعب هم خدم للرئيس ، فالمجد والقوة في الشعب ، والرئيس يستمد مجده وقوته من شعبه .
فالشعب هو من يبذل الأرواح والدماء ، فلا يجوز لشعب قدم التضحيات ، أن يهرول وراء سيارات الرئيس أو الحاكم ، أو يتسلق على أبوابها ، بل يجب أن يتعالى الشعب على الحاكم حتى يعرف أنكم الأعلون ، وأن إستقامة الشعب مطلب ضروري ، وكما قيل ( إذا استقامت الشعوب فلن يقدر حكامها على ظلمها ) .
والله الله في هؤلاء المتسلقين والخبثاء ، صانعي الجبابرة والطواغيت ، كافحوهم ، لأنهم مرض مزمن خبيث شديد العدوى ، إذا سرى في جسم صحيح أفسده .
والله ولي التوفيق والسداد ، وعاشت ليبيا حرة وعاش الشعب الليبي حراً عزيزاً ، ورحم الله أرواح شهدائنا .

حسين حمد الفقيه
جامعة قاريونس
صيف / 8. سبتمبر . 2011 م   بنغازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق