الأحد، 25 سبتمبر 2011

( الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن في الدولة العبَّاســية )


( الشُّطَّـار والعَيَّـاريـن في الدولة العبَّاســية )

( التعريف بالشُّطَّـار والعَيَّـارين )

    الشَّاطِرُ : هو الشخص الذي أعيا أهله خبثاً ، وقد شَطَرَ يَشطُرُ شَطَارَةً وشَطَرَ أيضاً من باب الظُرف ، (1) والعَيَّارُ ، كَشَدَّادٍ ، وهو الرجل الكثير المجيء والذهاب في الأرض ، وقيل : هو الذكي الكثير التطواف والحركة ، وقال ابن الأعرابي : والعرب تمدحُ بالعياروتذم به ، ويقال : غُلامٌ عيَّارٌ ، نشيط في المعاصي ، وغلام عَيَّارٌ : نشيطٌ في طاعة الله عَزَّ وجَلَّ . وربما سمي الأسد بالعَيَّارِ لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد ، وقال أوس بن حجر : لَيثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَّةٌ *** كَالمَزْبُراني عَيَّارٌ بِأَوْصَالِ . وقال ابن بَرِّي : أي يذهب بأوصال الرجال إلى أَجَمَتِهِ ، وروى باللام عَيَّالٌ وهو المذكور في موضعه ، وأنشد الجواهري : لَمَّا رأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ *** مني كما رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ (2)                  
    وقيل هو الماهر المجتهد وهو من يجرح الثياب ويشطُرُها ليأخذ منها المال ، فهو اللص أو قاطع الطريق . (3) نستنتج من ذلك ؛ أن الشَّاطر هو الذي شَطَرَ على أهله وانفصل عنهم وتركهم مُراغِماً أو مخالفاً وأعياهم خبثاً ومكراً ، وقول الناس فلان شَاطِرٌ معناه أنه أخذ في غير الإستواء ، وقيل له شاطر لأنه تباعد عن الإستواء ، ونستنتج من ذلك أن لفظ العيار نعتُ للرجل الفتي السن النشيط في المعاصي أو في طاعة الله أو الذي يضارع الأسد شجاعة وجرأة وجسارة وإقداماً ، وهو بذلك المعنى الإصطلاحي دخل التاريخ السياسي والاجتماعي والديني في الإسلام ، ولذلك فإن معاصي الشطار والعيارين التي ألمعت إليها المعاجم اللغوية وأثبتتها المصادر التاريخية والأدبية تنحصر في التفنن في السرقة وقطع الطريق أي في التلصص القائم على الفتوة كأسلوب عنيف لمقاومة القهر الاجتماعي والسياسي بالقوة وبقيت لهم مع ذلك أخلاق الفتيان والفرسان من المرؤة والشهامة والشجاعة والنجدة والجود ، وحفظ الجوار والصبر على الأذى مهما بلغت شدته . (4)                                                                                                            
    والشُّطَّار والعَيَّارين هُم عبارة عن تكتل اجتماعي ظهر في نهاية القرن الثاني للهجرة ، وبدا واضحاً منذ أحداث الصراع بين الخليفتين الأمين والمأمون ، واستمر هذا الأثر يتصاعد في فترات الضعف السياسي ، حتى شكل هؤلاء جزءً مهماً من الأحداث التاريخية لمدينة بغداد ، في العصر العباسي امتد إلى القرن السادس للهجرة ، فاختلف المؤرخين في مواقفهم من العيارين فمنهم من وصفهم باللصوصية مستنداً إلى أحداث السرقة والحرائق والفتن التي سببوها ، وآخرين يجدونهم طائفة ظهرت بسبب التباين الاقتصادي وأن حركتهم موجهة ضد التجار وأهل اليسار . (5)                                                                    
    والقصد أن العيارين وإخوانهم الشُّطَّار صَعاليك من جهة ، ودراويش من جهة أخرى ، والصَّعاليك كلمة عربية أصلها صُعلوك ، وهو الفقير المُغِيْرُ الفاتك ، وقد اختصَّ بكلمة الصَّعاليك ذؤبان العرب ولصوصها في الجاهلية ومن هؤلاء الخُلعاء والأغربة والفقراء وغيرهم ، وانسلخت كلمة شاطر عن معناها الاصطلاحي كصعلوك أو درويش وأصبحت تُطلق في مجال الإعجاب والإطراء . (6)                      
( ظهور الشُّطَّار والعيَّـارين )
    ظهر أول ذكر لهم فيما بين أواخر القرن الثاني الهجري ، وأواخر القرن السابع الميلادي ، في فارس والعراق ، ثم بعد ذلك في شمال الأردن ، وعلى غرارهم نهجت الأحداث بالشام والراندان بالأناضول ، ثم تلاهم الحرافيش والزعار والعُيّاق والفتوات بمصر ، وأول ذكر للشطار والعيارين في المصادر العربية ؛ يقع في حوادث شهر ذي الحجة سنة ( 196 . هـ / 812 . م ) أثناء حصار أبي الطيب طاهر بن الحسين بن مصعب الخراساني ، لبغداد بأمر من أبي العباس عبد الله المأمون ابن أبي جعفر هارون الرشيد ، المشاقق لأخيه الخليفة أبي موسى محمد الأمين ، وآخر ذكر لهم يقع في خلافة المستعصم بالله أبي أحمد عبد الله (640 . ه / 1242 . م ) خاتم خلفاء بني العباس ببغداد . (7)                                                   
    وقد جرى ظهور الشطار والعيارين على المسرح السياسي ، عندما تحطَّمت الجيوش النظامية للأمين أمام جيوش أخيه المأمون بقيادة طاهر بن الحسين الخراساني . (8)                                              
   وكان الأمين قد استعان في حروبه بالشطار والعيارين الذين أطلقهم من سجون بغداد ، ليدافعوا عن مدينتهم وخليفتهم ، وتكَوَّنَ له بذلك جيشاً بلغ المائة ألف ، وقد وُصِفَ هذا الجيش بأنه من الرِّعاعُ ، وإن كان يبدو أنه تم تدريبه وتنظيمه في فترة قياسية بحيث صار يشبه الجيش النظامي ، فقد كان على كل عشرة منهم عريف ، وعلى كل عشرة عرفاء نقيب ، وعلى كل عشرة نقباء قائد ، وعلى كل عشرة قواد أمير ، وكان هؤلاء القوم يحاربون وهم عراة ، وقد شدوا أوساطهم بالتبابين والزنانير ، واتخذوا لرؤوسهم دواخل من الخوص وسموها الخوذ ، ودرقاً من الخوص والبواري قد قُيِّرَتْ وحُشيت بالرمل والحصى ، وقد جعلوا في أعناقهم الجلال والصوف الأحمر والأصفر . (9)                                                                            
    وهم في تركيبة الجيش العباسي ، يُطلق عليهم تسمية أخرى ، وهي رُماة الأحجار من المخالي ، (10) وقد ذكرهم ابن الأثير في حوادث سنة ( 197 . هـ / 812 . م ) حيث قال : " وذلَّ الأجناد – يعني جند الأمين – وضعفوا عن القتال إلا باعة الطريق ، والعراة ، وأهل السجون والأوباش والطرارين وأهل السوق ، فكانوا ينهبون أموال الناس " . (11)                                                                              
    وكانت تلك الحرب إيذاناً بخراب بغداد التي لم تُصب بحرب – منذ أنشأها المنصور – بأسوأ منها ، فقد دارت المعارك بين العُراة ، وجند المأمون ، ولم تُحسم المعركة إلا بعد أربعة أشهر من الحصار ، مما يدل على صلابة وقوة هؤلاء العراة ، وأنهم خاضوا حرباً حقيقية كانت تدور من شارع إلى شارع ، ومن بيت إلى بيت ، حتى سُميت هذه الوقعات باسم الدروب . (12) واشتدت تلك الحرب الأهلية وكثُر القتل في الشوارع ، يُنادي هذا للأمين وينادي الآخر للمأمون ، ويقتل بعضهم بعضاً ، وانتُهِبَتِ الدُّور وخُرِّبَتِ بغداد من كلا الجانبين المتقاتلين ، فقد تسابق كلا الفريقين إلى النهب مرة بأمر طاهر ، ومرة بأمر القائد حاتم بن الصقر . (13)                                                                                                        
    وتجدر الإشارة إلى أن قادة المأمون قد شهدوا لهؤلاء العراة بالبسالة في القتال والبطولة ، ويتبين ذلك من خلال رواية الطبري عن أحد القادة الذين كانوا مع طاهر : " وماعسى أن يبلغ كيد من أرى من هؤلاء ولاسلاح معهم ولاجُنَّة تقيهم ، فأوتر قوسه وتقدم ، وأبصره بعضهم فقصد نحوه وفي يده بارية مُقَيَّرةٌ ، وتحت أبطه مخلاة فيها حجارة ، فجعل الخراساني كلما رمى بسهم استتر منه العَيَّارُ ، فوقع في باريته أو قريباً منه ، فيأخذه فيجعله في موضع من باريته ، قد هيأه لذلك ، وجعله شبيهاً بالجُعبة ، وجعل كلما وقع سهم أخذه وصاح : دانق – أي ثمن النشابة دانق قد أحرزهُ – ولم يزل تلك حالة الخراساني وحال العيار حتى أنفذ الخراساني سهامه ، ثم حمل على العَيَّارُ ليضربه بسيفه ، فأخرج من مخلاته حجراً ، فجعله في مقلاع ورماه فما أخطأ عينه ، ثم ثناه بآخر ، فكاد يصرعه عن فرسه لولا تحاميه ، وكَرَّ راجعاً وهو يقول : ليس هؤلاء بإنس ، قال : فحُدِّثْتُ أن طاهراً حُدِّثَ بحديثه فاستضحك وأعفى الخراساني من الخروج إلى الحرب . (14)                                                                                                       
    وقد ذكر الشعراء هذه الشجاعة التي تميز بها هؤلاء الشُّطَّا ر وفي ذلك يقول الشاعر أبو يعقوب الخريمي :                                                                                                           
أخرجت الحرب من سواقطهــــــا *** آساد غِيلٍ غُلباً تُساورها
من البواري تراسها ومن الــ *** خوص إذا استلأمت مغافرها (15)
وقال آخر :                                                                                                  
خَرَّجَتْ هذه الحروب رجــــــــــالاً *** لا لقحطـــــــــــان لا ولا لنزار
معشر في جواشن الصُّوف يغدون *** إلى الحرب كالليوث الضواري
ليســوا يدرون ماالفرار إذا ما *** الأبطـــال عاذوا من الفنا بفرار (16)
    هذا وقد رمى طاهر بن الحسين الخراساني ، بالسهم الأخير في جعبته ليحسم المعارك لصالح المأمون ، فقطع عنهم مواد الأقوات وغيرها من البصرة وواسط وغيرها من الطرق فَغَلَتِ الأسعار في معسكر الأمين وقَلَّتِ الأقوات وضاقت النفوس واشتد الجوع ، ورغم ذلك حارب العراة بشجاعة فائقة ، حتى أن القتل كان أكثر في أصحاب طاهر وحاول الأمين وقد اشتد به الحال والحصار أن يفي بلتزامات هؤلاء العراة ، فأمر بجباية الأموال من الأغنياء والتجار مما دفع هؤلاء للخيانة ومكاتبة طاهر ، ورغم أن العراة خسروا في إحدى المعارك نحو عشرة آلاف إلا أنهم كانوا يقاتلون بشجاعة منقطعة النظير . (17)                          
    وامتلك الشُّطَّار والعَيَّارين ، قدرات مثالية عالية ، أسهمت في تحقيق الانتصارات على جيوش المأمون ، رغم أنهم لا يملكون أي طموح نحو الإستيلاء على الوزارة أو السلطة ، ويبدو أن فكرة الدفاع عن بغداد ضد الهجوم الأجنبي الخراساني ، كانت الوسيلة التحريضية التي اعتمدها الأمين ، من أجل استغلال الإمكانيات البشرية والدفاعية التي يتمتع بها الشطار والعيارين . (18)                                         
( ظهور حركة المتطوعة ضد الشطار والعيارين)
    كانت بغداد خالية من جيش قوي يأخذ على أيدي المفسدين من أهلها ، فنتج عن ذلك الفساد الشديد ، ففساق الحربية والشطار الذين كانوا بها وبالكرخ آذوا الناس أذىً شديداً وأظهروا الفسق وقطع الطريق ، فأخذوا الغلمان والنساء علانية من الطريق ، وكانوا يسألون الرجل أن يُقرضهم أو يصلهم فلايقدر على الإمتناع ، وكانوا يجتمعون فيأتون القرى فيكاثرون أهلها ويأخذون ماقدروا عليه من متاع ومال ، وغير ذلك ، ولاسلطان يمنعهم لأن السلطان كان يعتز بهم وكانوا بطانته ، فلا يقدر أن يمنعهم من فسق يرتكبونه ، وكانوا يجبون المارَّةُ في الطريق والسفن ويخفرون البساتين ويقطعون الطرق علانية ولا أحد يعدو عليهم . (19) أما الفقراء وذووا الحاجات فقد ضاقت عليهم بغداد بما رحبت ، ولم يعودوا يستطيعون العيش فيها . (20)                                                                                                                                      
ورأى الناس شِـدَّة هذا البلاء وضَعُفَ السلطان عن حمايتهم ، فقام صُلحاء كل رِبض وكل درب ، فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة وقد غلبوكم ، وأنتم أكثر منهم ، فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحداً لقمعتم هؤلاء الفساق . (21)                                                       
    يقول الطبري : " فقام رجل من ناحية طريق الأنبار يقال له خالد بن دريوش ، فدعا جيرانه وأهل بيته وأهل محلته على أن يعاونوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابوه إلى ذلك . (22)                
    وشدَّ خالد بن دريوش على من يليه من الفساق والشطار ، فمنعهم مما كانوا يصنعونه ، فامتنعوا عليه فقاتلهم وهزمهم ، وأخذ بعضهم فضربهم وحبسهم ورفعهم إلى السلطان ، وكان يطالب بالإصلاح في حدود الطاعة للدولة ولاكنه لايثور على السلطان .(23)                                                                
    ثم قام من بعده رجل آخر ، إسمه سهل بن سلامة الأنصاري ، فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلَّق مصحفاً في عنقه ثم طاف ببغداد وأسواقها وأرباظها ودروبها وطرقها ، ومنع كل من يخفر أو يجبي المارة وقال : لاخفارة في الإسلام ، والخفارة أن يأتي الرجل بعض أصحاب البساتين ، فيقول له : بستانك في خفري أدفع عنه من أراده بسوء ، ولي في عنقك كل شهر كذا وكذا ، وإذا كان مقصد الدريوش معاونة السلطان ، فإن سهل كان ذا أطماع حيث قال : إني أقاتل من خالف الكتاب والسنة سلطاناً كان أوسوقة ، فكثرت أتباعه حتى خافه السلطان والولاة . (24)                                                  
    وبعد القضاء على هذه الحركات المتمردة من قبل الشطار والعيارين ، لم تقم لهم قائمة إلا في وقت متأخر حيث استجمعوا قواهم وجندوا جهودهم ، وعادوا للظهور مرة ثانية عندما رأوا الأمور لاتسير وفق صالح الطبقات الفقيرة . (25)                                                                                      
( تطور حركة الشطار والعيارين )
( أولاً : في عصر الخلفاء العظام )
    ترجع البدايات الأولى لظهور الشُّطار والعيارين إلى أيام الخليفتين المهدي ( 158 . هـ – 169 . هـ ) وهارون الرشيد ( 170 . هـ - 193 هـ ) حيث الإشارة إليهم باسم الصَّعاليك والدُعَّار والنص على انتشارهم ببلاد الجبل ( عراق العجم ) التي كانت تموج آنذاك بجماعات الخُرَّمية المُحَمِّرة ، ولكف عادية الصعاليك والدُعَّار بنى المهدي مدينة ( سيسر ) بتخوم همذان على يدي سلمان بن قيراط وسلام الطيفوري ، ولما شعث الصعاليك عمارتها في خلافة الرشيد أعاد بنائها وتحصينها . (26)                                        
       ورغم كثرة الصَّعاليك والعيارين في عصر الرشيد ، إلا أنهم كانوا لا يشكلون مصدر خطر يهدد سلطة الدولة ، وإذا كان المهدي والرشيد قد تمكنا من الحد من امتداد موجة العِيارة والشَّطارة إلى بغداد ، فإن الأمين سمح بذلك ، (27) ولما حاول ابن عائشة – وهو من أنصار عم المأمون إبراهيم بن المهدي – تدبير مؤامرة في سنة (210 . هـ / 825 . م ) ترمي إلى خلع المأمون وإعادة عمه للخلافة ، اكتشف تلك المؤامرة وأحبطها ، وألقى بمدبرها في غياهب سجن المطبق ، وكان من بينهم رجلان من الشطار ، يقال لأحدهم ( أبو مسمار ) والآخر ( عمار ) ، وفي عصر المعتصم وإلى آخر العصر العباسي الأول ، لانسمع شيئاً عن الشطار والعيارين ، مما يوحي بتماسك الدولة وثبات سلطتها . (28)                                       
( ثانياً : في عصر النفوذ الأجنبي )
    وتوالت الأحداث والفتن التي سببها العيارين في ظل السيطرة الأجنبية ، ففي سنة ( 332 . هـ / 943 . م ) ظهر العيَّار ( ابن حمدي ) الذي كان من عتاة العيارين (29) والذي أعيا السلطان أمره ، فخلع عليه أمير الأمراء ابن شيرزاد وأمَّنَهُ ، ووافق على أن يسدد له في كل شهر (15000 دينار ) مما يسرقه هو وأصحابه ، فكان يستوفيها ويأخذ البراءات كإيصالات رسمية . (30)                                                      
    واستعان ابن شيرزاد ( أمير الأمراء ) بالشطار والعيارين ، على حرب ( معز الدولة ) فكان يركب الماء ، وهم معه ويقاتل الديلم ، ولم تنته هذه الحرب بنصر حاسم لأحد الطرفين ، فجنح كلاهما للمصالحة ، واستقر الصلح بينهما في سنة ( 335 . هـ / 946 . م ) وهكذا اتحد العرب والأتراك والعيارون ضد بني بويه منذ الوهلة الأولى . (31)                                                                                      
    وفي سنة ( 348 . هـ / 959 . م ) كان العامة والعيارون سبباً في امتداد حالة الحرب بين الناس حتى قُتل كثير من الخلق واحترق من البلد الكثير . (32)                                                              
    وفي سنة ( 361 . هـ / 971 . م ) استغل الشطار والعيارين موقف السلطة البويهية من الاعتداءات المتكررة من جانب الروم على منطقة الحدود الجزرية والشامية ، حيث شعروا بتمييع هذه السلطة لحركة الجهاد ضد البيزنطيين ففجروا الموقف ضد السلطة البويهية حتى اشتد خطرهم منذ أواخر سنة ( 362 . هـ / 972 . م ) وأصبحوا من الكثرة ببغداد بحيث إذا تحركوا ملكوا . (33)                                       
    ويمكن تفسير زيادة عمليات النهب والسلب التي اقترفها العيارين في سنة ( 363 . هـ / 973 . م ) كانت بسبب ندرة الطعام والأقوات في بغداد خلال الحصار الاقتصادي الذي فرضه عليهم ( الحمدانيون ) في الموصل ، وأعراب بني أسد وشيبان تنفيذاً لطلب ( ابن بختيار بن معز الدولة ) الذي كان قد استعان بابن عمه ( عضد الدولة ) في قتال الأتراك وقائدهم ( أفتكين ) ، أما العيارين فقد انحازوا إلى جانب الأتراك .(34)
    وذكر ابن تغري بردي في حوادث سنة ( 364 . هـ / 974 . م ) : " فيها في المحرم أوقع العيارون ببغداد حريقاً من الخشابين إلى باب الصغير ، فاحترق أكثر السوق ، وهلك شيء كثير ، واستفحل أمر العيارين ببغداد حتى ركبوا الجند وتلقبوا بالقواد وغلبوا على الأمور ، وأخذوا الخِفارة عن الأسواق واالدروب ، وكان فيهم أسود يقال له ( الزَّبَد ) كان يأوي قنطرة الزبد وكان يشحذ وهو عريان ، ولما كثر الفساد رأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ بالسيف فطلب الأسود سيفاً ونهب وأغار " . (35)                          
     وبرز من قوادهم في هذه السنة ( ابن كبرويه ، وأبو الدور ، وأبو الذياب ، وأسود الزبد – المذكور آنفاً – وأبو الأرضه ، وأبو النوائح ) ونشطت حركة الشطار والعيارين خلال الأعوام من سنة ( 379 . هـ - 380 . هـ / 989 . م – 990 . م ) في بغداد ، وتحدوا سلطة البويهيين جهاراً نهاراً ، وقتلوا من قاومهم ، وتواترت سطوتهم وعملياتهم التي عُرفت في ذلك الوقت بالـ ( العملات والكبسات ) . (36)                     
    واضمحل أمر الشطار والعيارين بفعل الشدة في سنة ( 381 . هـ / 991 . م ) فاطمئن الناس وقُبض على أحد زعمائهم وهو ( ابن الجومرد ) . (37)                                                                  
    وفي حوادث سنة ( 384 . هـ / 994 . م ) يقول ابن الأثير : " وفيها اشتد أمر العيارين ببغداد ووقعت الفتنة بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة واحترق كثير من المحال ثم اصطلحوا ." (38)                      
    وفي نفس السنة ثار الشطار والعيارين بزعامة كبيرهم ( عزيز البابصري ) وطالبوا السلطة البويهية بإنصافهم وإنصاف الشعب وعندما شعر البويهيين بخطورة هذه الحركة  جندوا طاقاتهم لقمعها ، وتصدوا لها بقوة ، ويبدو أن هذا الأمر دفع العيارين إلى تجميد نشاطهم بعد هذه الحملة القاسية عليهم ، وفي سنة ( 390 . هـ / 1002 . م ) إستفاض سعار النهب ، والحرق والقتل ، وتدارك ( بهاء الدولة ) الموقف ، فاستناب على العراق ( أبا علي الحسن بن جعفر ) أستاذ ( هرمز بن الحسن ) الملقب بعميد الجيوش ، فأصلح الأمور وقمع المفسدين ، واستطاع بذلك أن يشل نشاط الشطار والعيارين بشكل مؤقت . (39)       
   وفي نفس الوقت تطاول أمر العيارين على جماعة من الكبراء وهم في طريقهم على النهر ، لاستقبال بعض الملوك فطلع عليهم اللصوص ورموهم بالحراقات وشتموهم . (40)                                     
    واستغل الشطار والعيارين الظروف المواتية لتحقيق أهدافهم ، في مواصلة نشاطهم ، وذلك عندما بدأت علائم الضعف على السيطرة البويهية في بغداد سنة ( 408 . هـ /1017 . م ) فقاموا بمصادرة كثير من الأموال العائدة للبويهيين وأعوانهم ، وازداد نشاطهم بشكل واضح في سنة ( 416 . هـ / 1025 . م ) إذ استهانوا بالسلطة البويهية ، وبالغوا في التحدي السافر والاستهانة حتى أنهم كانوا يسيرون ليلاً بالمشاعل والشموع ، وبلغ من تحديهم أنهم نهبوا خزائن الحاكم البويهي ( مشرف الدولة ) . (41)                      
   وفي سنة ( 409 . هـ / 1018 . م ) واجه العيارون معاملة قاسية من ( أبي محمد بن سهلان ) الذي عينه سلطان الدولة ( داليا ) على العراق فنجح في تشتيتهم ونفى جزءاً منهم . (42)                           
    وقوي أمر العيارين في عهد ( جلال الدولة أبي طاهر المعتز بن بهاء الدولة ) سنة ( 416 . هـ / 1025 . م ) ولاسيما في النصف الأول من إمارته وترأسهم ربما للمرة الأولى رجل عربي فاتك من قبيلة ( تميم ) المفدية النازلة بالبصرة ، إسمه ( أبو علي البرجمي ) الذي عُرف بشدته وشدة أصحابه ، وكان على مايظهر يحمل لقب متقدم ( درجة قائد ) ورغم مايُحكى عن سطوة هذا القائد وفتكاته ، إلا أنه كان مع هذا فيه فتوة ، وله مرؤةٌ ، فلم يتعرض لامرأةٍ ، ولا إلى من يستسلم إليه وإن كان قد أسرف في نهب الأموال . (43)      
    وفي ليلة السبت سنة ( 421 . هـ / 1030 . م ) كبس جماعة من العيارين يزيدون على خمسين رجلاً على أناس بنهر الدجاج فقتلوهم وأحرقوا الدار ولم يتجاسر أحد من الجيران أن يُنذر بهم خوفاً منهم ، وفي هذا الشهر كثرت ( العملات والكبسات ) في الجانب الشرقي من العيار المعروف بالبُرْجُمي ( متقدم العيارين ) ووصل إلى عدة مخازن ومنازل وأخذ منها شيئاً كثيراً واستمر ذلك ولقي الناس منه أمراً عظيماً . (44)
    وتصاعد خطر العيارين بقيادة ( أبي يعلى الموصلي ) الذي اتخذ مقراً له خارج بغداد ، فهاجم رجالات الشرطة في بغداد ، وقتل بعضهم ، وهو يحمل السيوف المسلولة مع رجاله ، فاضطر رجال الجيش البويهي إلى نقل خيولهم إلى دورهم ، كما نقل الحاكم البويهي ( جلال الدولة ) دوابه إلى داخل دار المملكة ، وظل أبي يعلى هذا خارجاً على الحكومة مدة تقرب من ثلاث سنين كان يشن خلالها الهجمات ، وفي إحدى الهجمات قُتل . (45)                                                                                                

    وفي حوادث سنة ( 422 . هـ / 1030 . م ) في ليلة الخميس ثالث محرم ، نقب قوم من الشطار على دار المملكة فأفضوا إلى حجرة الحرم وأخذوا منها شيئاً من الثياب ونُذِرَ بهم فهربوا ورُتِّبَ بعد ذلك حرس يطوفون حول الدار كل في كل ليلة . (46)                                                                      

      وعندما أرادت السلطات أن تضع حداً لتحدي البرجمي لها ، قام الوزير البويهي بمطاردته وعهد إلى ( محمد ابن النسوي ) رئيس الشرطة بتلك المطاردة ، وقلده النظر في المعونة ومنحه لقب الناصح ، واستحجب وخلع عليه ، فاستدعى جماعة من العيارين فأقامهم أعواناً ، وأصحاب مسالح ، ليُغري بقية العيارين بالتخلي عن البرجمي ، لكن ما أن قُتل أحد أصحاب النسوي حتى هرب هو نفسه وترك بغداد تحت سيطرة البرجمي ، وبلغ مداه ، حتى ثار العامة بالخطيب عند خطبة الجمعة في جامع الرُّصافة ، ومنعوه من إكمال خطبته ، ورجموا القاضي ( أبا الحسين العريف الخطيب ) وقالوا له : إما أن تخطب للبرجمي وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لسلطان ولا لغيره ، وبلغ الأمر بسكان بغداد ، أنهم لم يجرئوا على أن يلفظوا اسم البرجمي الصريح ، بل كانوا يكنونه بالقائد ( أبي علي ) وصارت له من الهيبة والنفوذ ماجعل عمال السلطة البويهية يلتزمون بأوامره ، وصار يقف على قدم المساواة مع الخليفة العباسي والوزير البويهي . (47)                          
    وذكر ابن الجوزي : " كبس قوم من الدُعَّار المسجد الجامع ببراثا ، وأخذوا مافيه من حُصُرٍ وسجادات وقلعوا شباكه الحديدي وزاد الاختلاط في هذه الأيام وعاد القتال بين العوام وكثرت العملات واجتاز سكران بالكرخ فضرب بالسيف رأس صبي فقتله ولم يجري في هذه الأشياء إنكار من السلطان لسقوط هيبته . (48)   
   وثار أهل الكرخ بالعيارين وطلبوهم فهربوا ، فكبسوا دورهم ونهبوا سلاحهم وراسلوا السلطان ليعاونهم عليهم ، وكان سبب ذلك أن العيارين دخلوا ليلاً على أحد التجار فأخذوا ماله فتعصب له أهل سوقه، فرد العيارين بعض ما أخذوا ، ثم كبسوا في ليلة دار ( ابن الفلو الواعظ ) بدار القطن من نهر طابق فأخذوا ماله .(49)

   وخرج جماعة من القواد في طلب البرجمي ، فنزلوا الأجمة التي كان يأوي إليها وهي أجمة ذات قصب وماء كثير تمتد خمسة فراسخ ، وفي وسطها تل قد جعله معقلاً ومنزلاً ، فخرج عليهم البرجمي وقال لهم : من العجب خروجكم إلي وأنا كل ليلة عندكم ، وإن شئتم أن ترجعوا وأدخل عليكم فعلت ، وإن شئتم أن تدخلوا إلي فافعلوا ، فذُكر أن قوماً منهم راسلوه وأقروا نفسه واروه انهم يردُّون العسكر عنه . (50)         
   أُصيب الشطار والعيارين بنكسة كبيرة سنة ( 425 . هـ / 1033 . م ) وذلك عندما وقع ( البرجمي ) في براثن ( قرواش ) أمير بني عقل ، في شرك نصبه له على مايبدو ( جلال الدولة البويهي ) ، حيث أن قرواشاً قبض على عامله على مدينة عكبر بشرقي دجلة في شمال بغداد ، ويُدعى ( ابن القلعي ) فجاء البرجمي يتشفع في إطلاقه ، لمودة كانت بينهما ، فغدر به واعتقله وافتدى البرجمي نفسه بمال كثير فأخذ قرواش الفدية وأغرقه بدل أن يطلق سراحه ، وقد حاولت السلطة البويهية استثمار مقتل البرجمي لتفتيت حركة العيارين فأصدرت أمر الأمان لهم ، ودعتهم للتفاوض ، وطُلب منهم الانخراط في مؤسسات السلطة أو الخروج من البلد ، فخرجوا مؤقتاً ، ثم عادوا إلى نشاطهم واستهدفوا ( محمد بن النسوي ) الذي كان قد أُعيد إلى منصبه ، فاقتحم مائة من العيارين داره وأحرقوها وأجبروه على الإستقالة . (51)                    

    وفي سنة ( 443 . هـ / 1051 . م ) هاجم العيارين ابا محمد النسوي وجرحوه جراحات ، وفي سنة ( 444 . هـ /1052 . م ) زادت الفتن بين المذاهب ، وذلك لإصرار الشيعة على إظهار مذهبهم في تفضيل علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – وفي الآذان بحي على خير العمل ، فانتشر العيارين وتسلطوا وجبوا الأسواق وأخذوا ماكان يأخذه أرباب العمل ، وكان مقدمهم ( الطقطقي ) و ( علي الزيبق ) ولحق ببغداد منهم الكثير من الشرور . (52)                                                                                     
   والزيبق هذا ، هو صاحب أكبر سيرة شعبية في التراث العربي ، ونلخص مما سبق أن العيارين أرهبوا بغداد بشطارتهم ، وفرضوا سيطرتهم عليها ، وداخلوا الشرطة كأعوان وأصحاب مسالح ، وظهر منهم زعماء كبار ، واستعان الأتراك بهم في بعض الأحايين في غزو الروم . (53)                                 
(ثالثاً : في العصر السلجوقي )
     كان لسياسة العنف والقســـوة التي اتبعها السلاجقة مع عـــامة الناس أثر واضح في ضعف حركة الشطار والعيارين في بداية الاحتلال السلجوقي ن إذ كان الحكام السلاجقة يتعقبون العصاة والخارجين على النظام بشدة ، وعلى ذلك الوجه نرى أخبار العيارين حتى عهد خلافة ( المستظهر بالله أبي العباس بن المفتدي بأمر الله  ) ( 487 . هـ - 512 . هـ ) وسلطنة ( ركن الدولة بركيارق بن ملكشاه ) ( 487 . هـ - 498 . هـ ) وفي ذلك الدور بدأ العيارين والشطار تحركهم ، في شهر شعبان سنة ( 492 . هـ / 1098 . م ) وزاد أمر العيارين ببغداد الغربية ، وعظًُم خطرهم فأمر الخليفة صاحب الشرطة ( كمال الدولة ) بتأديبهم فأخذ جماعة من أعيانهم وطلب الباقين فهربوا . (54)                                                            
    وفي سنة ( 495 . هـ /1101 . م ) تدخل العيارين لمنع إحدى الغارات من قبل السلاجقة ، ومالوا على المغيرين فقتلوا أكثرهم ، وغرست السياسة العنيفة للسلاجقة  - تجاه العامة – الحقد في نفوسهم ، والغضب في قلوبهم فكثرت الفتن بينهم في سنة ( 497 . هـ / 1103 . م ) وكالعادة انتشر الشطار والعيارين خلال الفتن لمزاولة حرفتهم في السلب والنهب لدُور الأغنياء . (55)                                                  

    وفي ثاني شهر ربيع الآخر سنة ( 498 . هـ / 1104 . م ) توفي السلطان ( بركيارق ) وبوفاته انتهى عصر وحدة السلاجقة ، وبدأ عصر انقسامهم ، واختص بملك العراق أولاد وأحفاد السلطان ( غياث الدين محمد طبر ملكشاه الثاني ) ( 498 . هـ - 511 . هـ ) وفي هذا العصر أخذت أخبار العيارين تتراءى بقلة ولكن في قوة ، وربما كانت كثيرة ، وأُغفل تدوين معظمها بتوجيه من رجال الدولة لمؤرخي السلطة . (56)
    كان للشطار والعيارين في الفترة السلجوقية دور نشيط  ، وصارت في فترة من الفترات قوة يُحسب لها ألف حساب ، وتحسّنت مقاييسهم الأخلاقية كثيراً ، وصارت الفُتُــوَّةُ مَثَلُهُمُ الأعلى ، فلا نصل إلى أواخر الفترة السلجوقية ، حتى نرى تنظيمات الفُتُوَّة هي السائدة والمنتشرة ، وتنظيمات الفتوة ترتكز على القيم الدينية والخلقية من جهة وعلى الفروسية ومايتصل بها من جهة أخرى ، وهي تنظيمات شعبية . (57)      
   وتغير الحال في سنة ( 532 . هـ  1137 . م ) حيث بلغت الفتوَّة الشاطرة مبلغها منذ أوائل خلافة ( المقتفي لأمر الله العباسي ) وعهد السلطان السلجوقي ( مسعود بن ملكشاه ) وولاية الشريف ( حسام الشرف ) ، فظهر أمر الفتى ( ابن بكران العيَّار ) في بغداد والعراق ، وكثر أتباعه وصار يركب ظاهراً في جمع من أتباعه . (58)                                                                                                    

   وقد خفَّت وطأة الفتيان العيارين بوفاة السلطان السلجوقي ( مسعود ) بهمذان سنة ( 547 . هـ / 1152 . م ) واستقلال الخليفة ( المقتفي لأمر الله ) بالحكم في العراق ، الذي أخذ ينتهز الفرصة ، فيتقـرَّب إلى هؤلاء الفتيان العيارين ، ويدعوهم إلى الإنظمام إليه ، حيث كان يُدرك قوتهم وتأييد العامة لهم ، واستطاع أن يجندهم في الجيش العباسي . (59)                                                                                  
( خلاصة البحث )
          من خلال هذا العرض التاريخي والدراسة التحليلية ، يتبين لنا عدة نتائج مهمة ، أثرت في تاريخ العصر العباسي ، ومن أهم هذه النتائج مايلي :                                                                   

1)أن هذه الحركات كانت على تنظيم عالي ، وبالتالي يدل ذلك دلالة واضحة على أن الحكام في ذلك العصر كانوا ضعفاء في سياستهم الداخلية ، ا وان الجبهة الخارجية أو ما عُرف بالثغور ، شغلهم عن قمع مثل هذه الحركات .                                                                                                            
2)وجود تأييد شعبي كبير لحركة الشطار والعيارين ، مما يدل على أن أهل العراق قد عانوا من الحرمان ، في فترات معينة من تاريخ الدولة العباسية .                                                                       
3)إستعانة بعض الخلفاء بالشطار والعيارين ، خاصة في السياسة الداخلية ، وأحياناً في الجبهة الخارجية ، دليل على أن هؤلاء كانوا يتمتعون بالقوة في بعض الفترات التاريخية ، وبالضعف في فترات أخرى .      
4)إن عمليات السلب والنهب والكبسات التي كان يقوم بها هؤلاء الشطار ، قد أثرت في إقتصاد الدولة العباسية تأثيراً سلبياً ، أدى إلى انتشار المجاعات في بعض الفترات .                                         

( مصادر ومراجع البحث )

1)الرازي ، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر : مختار الصحاح ، مكتبة لبنان ناشرون ( بيروت ، 1995 ) ص 142 .                    
2)الزبيدي ، محب الدين ابي الفيض محمد مرتضى : تاج العروس من جواهر القاموس ، المطبعة الخيرية ( القاهرة ، 1888 ) 3/434 .
3)عبد المولى ، محمد أحمد : العيارون والشطار البغاددة في التاريخ العباسي ، مؤسسة شباب الجامعة ( الإسكندرية ، 1990 ) ص 28 .
4) مهدي ، عبد الحسين : محاضرات في تاريخ الدولة العربية في العصر العباسي ، كلية التربية ( د.م ، د.ت ) ص 35 ، 36 .         
5)محمد عبد المولى : المرجع السابق ، ص 31 .                                                                                                 
6)المرجع نفسه : ص 34 .                                                                                                                       
7)علي ، وفاء محمد : صفحات من تاريخ العباسيين ، دار الفكر العربي ( القاهرة ، 1977 ) ص 49 .                                   
8)الخضري ، محمد بك : محاضرات في تاريخ الأمم الاسلامية الدولة العباسية ، مؤسسة المختار ( القاهرة ، 2003 ) ص 161 .  
9) وفاء علي : المرجع السابق ، ص 49 .                                                                                                      
10)الرفاعي ، أنور : الإسلام في حضارته ونظمه ، دار الفكر ( القاهرة ، 1973 ) ص 190 .                                          
11)ابن الأثير ، علي بن أبي الكرم محمد بن محمد : الكامل في التاريخ ، دار الكتاب العربي ( بيروت ، 1983 ) 5 / 158 .         
12)الطبري ، محمد بن جرير : تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق ، محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ( القاهرة ، د.ت ) 8 / 448 .
13)نصر ، علي منصور : العيارون والشطار في العصر العباسي ، مجلة المؤرخ العربي ، العدد السادس ( القاهرة ، 1998 ) 1 / 265 .                                                                                                                                                
14)الأربلي ، عبد الرحمن سنبط : خلاصة الذهب المسبوك مختصر من سير الملوك ، مكتبة المثنى ( بغداد ، د.ت ) ص 183 . كذلك ، مؤلف مجهول : العيون والحدائق في أخبار الحقائق ، مكتبة المثنى ( بغداد ، د.ت ) 3/334  .  الطبري : المصدر السابق ، 8 / 458 . ابن الأثير : المصدر السابق ، 5 / 159 .                                                                                                          
15)الطبري : المصدر السابق ، 8 / 451 .                                                                                                       
16)المصدر نفسه : 8 / 458 .                                                                                                                     
17)وفاء علي : المرجع السابق . ص 51 ، 52 .                                                                                                
18)علي نصر : المرجع السابق ، ص 276 .                                                                                                     
19)محمد الخضري : المرجع السابق ، ص 170 .                                                                                              
20)محمود ، حسن أحمد ، وزميله : العالم الإسلامي في العصر العباسي ، دار الفكر العربي ( القاهرة ، د.ت ) ص 239 .              
21)الطبري : المصدر السابق ، 8 / 470 . كذلك ، أبو الفدا ، عماد الدين اسماعيل : المختصر في أخبار البشر ، المطبعة الحسينية ( د.م ، د.ت ) 1 / 22 .                                                                                                                                    
22)حسن محمود ، وزميله : المرجع السابق ، ص 239 .                                                                                     
23)محمد الخضري : المرجع السابق ، ص 171 .                                                                                              
24)علي نصر : المرجع السابق ، ص 273 .                                                                                                     
25)محمد عبد المنعم : المرجع السابق ، ص 75 .                                                                                               
26)علي نصر : المرجع السابق ، ص 262 .                                                                                                     
27)محمد عبد المولى : المرجع السابق ، ص 79 .                                                                                              
28)متز ، آدم : الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، ترجمة ، محمد أبو ريدة ، الدار التونسية ( تونس ، 1986 ) 2 / 813 .
29)عبد الحسين مهدي : المرجع السابق ، ص 36 .                                                                                             
30)علي نصر : المرجع السابق ، ص 275 .                                                                                                     
31)عبد الحسين مهدي : المرجع السابق ، ص 37 .                                                                                             
32)علي نصر : المرجع السابق ، ص 275 .                                                                                                     
33)عبد الحسين : المرجع السابق ، ص 37 .                                                                                                     
34)ابن تغري بردي ، جمال الدين أبي المحاسن يوسف : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، المؤسسة المصرية للتأليف والترجمة  (  القاهرة ، د.ت ) 4 / 107 . كذلك ، اليافعي عبدالله بن أسعد بن علي : مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة مايعتبر من حوادث الزمان ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ( بيروت ، 1970 ) 2 / 380 .                                                             
35) علي نصر : المرجع السابق ، ص 276 .                                                                                            
36)عبد الحسين مهدي : المرجع السابق ، ص 37 .                                                                                     
37)ابن الأثير : المصدر السابق ، 7 / 167 .                                                                                          
38)علي نصر : المرجع السابق ، ص 276 .                                                                                         
39)آدم متز : المرجع السابق ، ص814 .                                                                                         
40)علي نصر : المرجع السابق ، ص 277 .                                                                                        
41)محمد عبد المولى : المرجع السابق ، ص 117 .                                                                                
42)علي نصر : المرجع السابق ، ص 277 .                                                                                     
43)ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي بن محمد : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، مطبعة دائرة المعارف ( حيدر آباد ، 1975 ) 8 / 47 .                                                                                                                                                   
44)علي نصر : المرجع السابق ، ص 278 .                                                                                               
45)ابن الجوزي : المصدر السابق ، 8 / 54 .                                                                                             
46)علي نصر : المرجع السابق ، 279 .                                                                                                  
47)ابن الجوزي : المصدر السابق ، 8 / 55 .                                                                                            
48)المصدر نفسه : 8 / 62 .                                                                                                           
49)عبد الحسين مهدي : المرجع السابق ، ص 41 .                                                                                        
50)علي نصر : المرجع السابق ، ص 279 .                                                                                               
51)عبد الحسين مهدي : المرجع السابق ، ص 54 .                                                                                     
52)محمد عبد المولى : المرجع السابق ، ص 126 .                                                                                    
53)علي نصر : المرجع السابق ، ص 281 .                                                                                              
54)محمد عبد المولى : المرجع السابق ، ص 130 .                                                                                   
55)المرجع نفسه : ص 131 .                                                                                                         
56)المرجع نفسه : ص 133 .                                                                                                         
57)علي نصر : المرجع السابق ، ص 285 .                                                                                            
58)المرجع نفسه : ص 286 .                                                                                                           






إعداد الباحث :  حسين حمد حسين الفقيه
جامعة قاريونس
كلية الآداب
الدراسات العليا
قسم التاريخ الإسلامي
السبت . 30  . يوليو . 2011




هناك 4 تعليقات: